للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمَّا بلغتَ السِنَّ والغاية التي … إليها رجائي فيك كنت أُؤَمِّلُ

جعلتَ جزائي غِلْظَةً وفَظَاظَةً (١) … كأنك أنت المنعمُ المُتَفَضِّلُ

فليتك إذْ لم تَرْعَ حقَّ أُبُوَّتي … فعلتَ كما الجارُ المجاور يَفْعَلُ (٢)

قال: فحينئذ أخذ النبي بتَلَابِيبِ ابنه، وقال: أنت ومَالُكَ لأبيك.

قال سليمان: "لا يُرْوَى هذا الحديث عن محمد بن المنكدر بهذا التمام والشعر إلَّا بهذا الإسناد، وتفرَّد به عُبَيد بن خَلَصَة (٣) " (٤).

[ذِكرُ بِرِّ أَهْلِ وُدِّ الوالدين]:

ومن بِرِّ الوالدين صِلَةُ أهل وُدِّهِمَا؛ لِمَا صحَّ عن النبي أنه قال: "إن مِن أبَرِّ البِرِّ أن يصل الرجل أهل وُدِّ أبيه" (٥)، ورُوي عن عبد الله بن عمر أنه قال : "رضى الرب في رضى الوالد، وسَخَطُ الرب في سخط الوالد" (٦)، خرَّجهما الترمذي.


(١) في (ب): فضاضة.
(٢) الأبيات من الطويل، وتنوزع فيها، وهي لأمية بن الصلت أشهر، وهي في الحماسة: (١/ ٤٤١)، وفي ديوانه: (ص ٤٣٠).
(٣) في (ص): نضلة.
(٤) المعجم الأوسط للطبراني: (٦/ ٣٣٩ - ٣٤٠)، والمعجم الصغير: (٢/ ١٥٢ - ١٥٣)، وما ذُكِرَ فيه من الشعر مُنْكَرٌ غير صحيح، ينظر: المقاصد الحسنة: (ص ١٠١).
(٥) أخرجه الترمذي في جامعه عن ابن عمر : أبواب البر والصلة عن رسول الله ، باب ما جاء في إكرام صديق الوالد، رقم: (١٩٠٣ - بشار).
(٦) أخرجه الترمذي في جامعه عن عبد الله بن عمرو : أبواب البر والصلة عن رسول الله ، باب ما جاء من الفضل في رضا الوالدين، رقم: (١٨٩٩ - بشار)، ورجَّح أبو عيسى وَقْفَه.