للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له: "إن كسرى وقيصر فيما هُما فيه من المُلْكِ، وأنت على هذه الحالة، فيقول: لهما الدنيا، ولنا الآخرة" (١).

[[الخصائص النبوية]]

وإذا نَظَرْتَ إلى مُلْكَ مُحَمَّدٍ في الآخرة رَأَيْتَ ثَمَّ ﴿نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾ [الأنسان: ٢٠]، فله خصائص كثيرة؛ أُمَّهَاتُهَا خَمْسٌ وعشرون (٢):

خُتِمَ به الرُّسُلُ؛

جُعِلَ (٣) شهيدًا على الخَلْقِ؛

كلَّمه الله من غير واسطة؛

عُرِجَ به إلى السماء فرأى ملكوتها (٤)؛

عُرِجَ به فوق السماء حتى سَمِعَ صريف الأقلام؛

غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر؛

زُوِيَتْ له الأرض فرأى مشارقها ومغاربها، وسيبلغ مُلْكُ أُمَّته ما زُوِيَ له منها؛


(١) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب : كتاب الطلاق، باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن، رقم: (١٤٧٩ - عبد الباقي).
(٢) جُلُّ هذه الخصائص وردت في صحيح الحديث والسنة، وقال بها من ألَّف في الخصائص المصطفوية، فتُنْظَرُ في مواضعها، وفي أبواب المناقب والفضائل من الصِّحَاحِ وغيرها، وذَكَرَها ابن العربي في موضع آخَرَ من كُتُبِه؛ فأوصلها إلى تِسْعٍ وأربعين خصيصة، ينظر: المسالك: (٧/ ١٩٥ - ٢٠٥).
(٣) في (س): في خـ: وجعل.
(٤) قوله: "عرج به إلى السماء فرأى ملكوتها" سقط من (د).