للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأَهْلُ العلم هم أركان الملة، ودعائم الدين، ورُفَعَاءُ الإسلام، والهادون لعباد الله، الناصحون لهم، المرشدون لمن استرشدهم، المفتون لمن سألهم، فإن كان خَلَلٌ من وَالٍ فإنَّما يعود خَلَلُه إلى الدنيا، فأمَّا الدِّينُ فلا يتعلق به من خَلَلِهم شيء، وذلك من حُكْمِ الله البديع.

والنَّاصحون من العلماء - كما قدَّمنا - أصناف (١):

فقَوْمٌ هم دَرَسَةُ القرآن وحُفَّاظُ حديث النبي ، وهم بمنزلة الخَدَمَةِ.

وصِنْفٌ هم المَخْصُوصُونَ بالردِّ على الملحدين بالأدلة، وهم شجعان الإسلام وجُنْدُه.

وقَوْمٌ هم الذين رتَّبوا قانون العبادات (٢)، وشروط المعاملات، وأحكام الجراحات والمناكحات، ومقادير الجزية والدِّيَّات، والفرائض من الأموات، والأيمان والمنذورات (٣)، وفَصْلِ الحُكْمِ في المنازعات، وهم وُكلاء المَلِكِ المتصرفون في مُلْكِه.

وصِنْفٌ هم الذين اختصوا بخدمة المَوْلَى والعُكوف على بابه.

[الموازنةُ بين العلوم]:

وتنازع النَّاسُ في تفضيل بعضهم على بعض؛ بعد الاتفاق على أن كل واحد منهم مُقْسِطٌ، "على منابر من نُورٍ، عن يمين الرحمن" (٤)، كما أخبر تعالى، وهذه النازلة تفتقر إلى تفصيل في تحصيل التفضيل:


(١) ينظر: لطائف الإشارات: (٢/ ٧٣).
(٢) في (ص): العباد.
(٣) في (ص) و (ك): النذورات.
(٤) تقدَّم تخريجه.