للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو الاسمُ الخامسُ والعشرون: المُذَكِّرُ (١)

لقوله تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ﴾ [الغاشية: ٢١]، وقوله: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: ٧]، وقوله: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: ٥٥].

فأخبر الله تعالى أنه أرسل مُحَمَّدًا رسوله مُذَكِّرًا؛ فذَكِّر العاصين بالعقوبة والتخويف ليرتدعوا، وذَكِّر المطيعين بالثواب ليزدادوا رغبة؛ فيُكْثِرُوا من الطاعات والعبادات، وذَكِّر العالمين فيما صرفتُ عنهم من مِحَنٍ، وما أسديتُ إليهم من مِنَنٍ، وما أَنَلْتُهم من الفِعْلِ الحسن، وذَكِّر الأغنياء بما أَفَضْتُ عليهم (٢) من الأرزاق، وذَكِّر الفقراء بعظيم ما صرفتُ عنهم لما (٣) عوَّضتهم به (٤)، وذَكِّر المبتلين بما ألزمتهم من الصبر، وذَكِّر المصابين بما وَعَدْتُهم من الأجر، وذَكِّر الداعين بما أخبرتهم به من الإجابة، وذَكِّر المجتهدين بما أعددتُ لهم من المثوبة (٥)، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ (٦) [ق: ٣٧].


(١) سقط من (س) و (ص).
(٢) في (د) - أيضًا -: فيهم.
(٣) في (د): وما.
(٤) في (ص): وذكِّر الفقراء بما صرفتُ عنهم لعظيم ما عوضتهم.
(٥) ينظر: لطائف الإشارات: (٣/ ٤٧٠).
(٦) في (س) و (ف): إن في ذلك كله، ومرَّض "كله" في (د)، وخلت منها (ص).