للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والوَجْدِ نسبة، وكانت (١) هذه كذبة فاترة غير متناسبة (٢)، مُؤْثِمَةً غير مستحسنة عند الجاهل ولا مُسَلَّمَة.

[طرائقُ الوُعَّاظِ]:

ومن أحسن ما شاهدتُ منهم (٣) أن عالمًا عَتَبَ عليه السلطان بغير ذنب، وهمَّ بعقوبته، وحَجَرَ عليه العلم والخَلْقَ، ثم عفا عنه، وأَذِنَ له في الجلوس، فلمَّا رقى المنبر وقرأ القارئ؛ فلمَّا أكمل عُشْرَهُ قام على رِجْلَيْهِ وأنشد (٤):

ألَمِي ما مثله ألمُ … وسقامي دونه السَّقَمُ

هكذا في البِرِّ (٥) يُفعل بي … كيف لو زَلَّتْ بيَ القَدَمُ

ثم زَهق (٦) على المنبر وتدحرج على درجاته، حتى وصل إلى الأرض على قَدَمَيْهِ مُسْتَقِلًّا، لم تتغيَّر له هيئة من لباسه، ثم عاد مسرعًا إلى المنبر، وأنشأ القَوْلَ في وعظه.

ورأيتُ منهم (٧) رجلًا يتكلَّم على محاسبة العبد على الذنوب يوم القيامة بين يدي الله، وتقريرِه عليها (٨) ذنبًا ذنبًا، عبدي تذكرُ يوم كذا وكذا؛


(١) في (د) و (ص): فكانت.
(٢) في (د) و (ص): مناسبة.
(٣) سقط من (س).
(٤) البيتان من المديد، ولم أقف عليهما في كتاب آخر.
(٥) في (ص): بالبر.
(٦) في (ص): زعق عن.
(٧) في (س) و (ف): منها، وسقطت من (ص).
(٨) في (ص): عليه، وسقط من (س).