للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُتَّقِي (١): وهو الاسمُ الرَّابع ومائة (٢)

والتقوى (٣) مقامٌ عظيمٌ، واسمٌ كريمٌ، وبابُ الجنة المُشْرَعُ، وإلى الله المرجعُ، وبيانُها قد سبق في هذا الكتاب وغيره، وأنَّها تَفْعِلَةٌ، مِنْ وَقَى يَقِي، إذا اتَّخذ وِقَايَةً، وهي الستر، وهاهنا نكتة بديعة بيَّنَّاها في "أنوار الفجر"؛ لُبَابُها:

إنَّ الله خَلَقَ العَبْدَ على الفطرة، وسلَّط عليه الشيطان، وخَلَقَ فيه الشهوة، وأمره ونهاه، وحذَّره وبصَّره، وقدُّر عليه ما قدَّره، وجعل له العقل (٤) فخذله أو نصَره، ونبَّهه على أن يجعل بينه وبين النار حجابًا، فالشهوة تجذبه إليها، والعقل يردُّه عنها، والشيطان يُغويه، والمَلَكُ يُرْشِدُه، والربُّ يُدَبِّرُه، والقضاء ينفذُ عليه، وقضاءُ الله لا يُعَارَضُ أَمْرُه بالاحتراس والاختتال (٥) والاحتيال (٦)، والاجتناب واتخاذ الوقاية، فإنه قضى على كل أَحَدٍ بما قضى، وجعل العمل علامة على ما يستقبل وعلى ما مضى، قال


(١) سقط من (ك) و (د) و (ص).
(٢) في (ك): الثاني والمائة، وفي (ص): الرابع والتسعون، وفي (ب): الثالث والتسعون.
(٣) قبلها في (ك) و (ص): الشريف، وفي (ب): هو اسم شريف.
(٤) في (ك): في خـ: الفعل.
(٥) في (ك) و (ب) و (ص): الامتثال.
(٦) سقط من (ك) و (ب) و (ص).