منها: ما خرَّجه الإمام مالك، ومنها: ما خرَّجه مسلم، ومنها: ما خرَّجه الترمذي، فأفاد هذا أنه لم يقصد ما فهمه الغماري، وإنَّما قصد إلى المستكثرين، وإلى المُحْتَطِبِينَ، والمسألة بَيِّنَةٌ.
ثالتها: فَجَرَ الغماري في رَدِّه، ونسب ابن العربي إلى الكذب الصراح، وزاده من عنده الجنون، وكل هذا يؤكد حِقْدَ هذا الرجل على الإمام الحافظ أبى بكر بن العربي ﵁.
رابعها: وارتقى الغماري إلى أن يجعل الإمام الحافظ أبا بكر عَدُوًّا لآل البيت، وهي شِنْشِنَةٌ نعرفها من روافض الشرق، تطبَّع عليها الغماري، وجاء لينفثها في المغرب مع من شَايَعَه، ومعلومٌ حِقْدُ الغماري على جَمْعٍ من الصحابة، واتهامهم ببُغْضِ علي ﵁، ليخلص بعد ذلك إلى الحُكْمِ عليهم بالنفاق، وقد جرَّبنا على هذا الغماري كل الذي ذكرنا، وخبرنا حاله ومن يتزيَّى بزِيِّه، أو يدعو إلى مذهبه؛ مذهب الروافض والباطنيَّة، فلم يعد يُهِمُّنا ما يقول في حق الأئمة العظام؛ كأبي الوليد الباجي، وابن حزم، وابن العربي، فقد نَسَبَ الكُلَّ إلى النفاق، وأجرى عليهم أحكامه، فانظروا إلى صنيع هذا الرجل ثم احكموا عليه بما هو أهل له.
الموطنُ العاشر:
قال الغماري: "ومن ذلك قوله في الاسم الخائف: وقد رُويت عن النبي وسائر الأنبياء أحاديث في خوفهم من الله؛ لا يحل لمسلم أن ينظر فيها، ملأ المتزهدون منها كتبهم؛ بجهلهم بالطرائق.