للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في الاسم الحامد: ليس فيه - يعني: في الحمد - حديث يعوَّل عليه، والحديث الذي يقال فيه: الحمَّادون لله، لا أصل له، إلى غير ذلك مما يدرك بطلانه العوام، فضلًا عن أهل العلم.

وقال في الاسم الثمانين: ومن الأمثال الغرَّارة قولُهم: زُرْ غِبًّا تزددِ حُبًّا، حتى رفعوه إلى النبي ، وهو منه بريء. انتهى.

قلت: وهذا الحديث له طرق متعددة، أفردها بعض الحفاظ بالتأليف، من آخرهم الحافظ، وسمَّاه "الإثارة بطرق حديث غِبِّ الزيارة"، لأنه ورد من حديث أبي هريرة، وأبي ذر، وحبيب بن مسلمة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعائشة، وجابر بن عبد الله، وغيرهم، وخرَّجه من أهل السنة المشهورة الحاكم في "المستدرك"، والطبراني في "معاجمه" الثلاثة، والبزَّار، والحارث بن أبي أسامة، وأبو نُعَيم، والخطيب، والخطَّابي في "العزلة"، وابن قُتَيبة في "عيون الأخبار"، وصاحب "مسند أبي حنيفة"، وآخرون، وقال الحافظ المنذري: إن له أسانيد حسانًا" (١).

قلتُ: ونقده يكون من وجوه:

الأوَّل: ما ذكره الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي صحيح مليح، وإنَّما الإشكال في فهم الغماري، فابنُ العربي يشير إلى ما ورد في "كُتُبِ الصوفية" (٢) من أخبار غالبها لا يصح، وفيها منكر كثير، ومن خلال تلك


(١) جؤنة العطار: (٢/ ٤٦).
(٢) ينظر: قوت القلوب: (٢/ ٦٢٢)، والإحياء: (ص ١٥٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>