للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنشدني أَبُو بَكْرٍ الفِهْرِي (١): أنشدني أبو الفضل (٢) التَّمِيمِي: أنشدني الشريف الحِمَّاني لنفسه:

لمن أبني لمن أَسِمُ المَطَايَا … لمن أَسْتَأْنِفُ الشيء الجَدِيدَا

إذا ما صار إخواني رُفَاتًا … وصرتُ لفَقْدِهم فَرْدًا وحيدًا

أُعَاشِرُ مَعْشَرًا لهم شُكُولُ … وأَشْكَالِي قد اعتنقوا اللُّحُودَا (٣)

[[كائنة استباحة بيت المقدس]]

وإذا كان طويلُ العُمْرِ كالقصير، فالاجتهادُ أولى من التقصير، لقد عَبَدْنَاهُ في المسجد الأقصى -طهَّره الله- ثلاثين شهرًا، في ثلاثة أحوال،


(١) هو الإمام الحافظ، الفقيه العلَّامة، المفسر الزاهد، شيخ المالكيَّة، محمد بن الوليد بن محمد بن خَلَف الفِهْرِي، أبو بكر الطُّرْطُوشِي الصُّوفِي، شُهِرَ بابن أبي رَنْدَقَة، رحل إلى المشرق عام ٤٧٦، فحجَّ ودخل العراق ومصر وبيت المقدس، وأقام مدة في الشام، ونزل بالإسكندرية ودرس بها، قال ابن بشكوال: "أخبرني عنه القاصي الإمام أبو بكر محمد بن عمد الله المعافري، ووَصَفَهُ بالعلم والفضل، والزهد في الدنيا، والإقبال على ما يَعْنِيه"، وكانت وفاته عام ٥٢٠ هـ، ومن كُتُبِه المنشورة: "سراج الملوك"، و"الحوادث والبدع"، و"مختصر تفسير الثعلبي"، وله كتاب في "انتقاد الإحياء"، يوجد السِّفر الأوَّل منه بالخزانة الملكية بمراكش، وذَكَرَ القاضي أبو بكر كثيرًا من أخباره في كتابه هذا، وهو من شيوخه الذين انتفع بصحبتهم، يروي عنه: "اختصار تفسير الثعلبي"، و"سنن أبي داود"، و"أخلاق رسول الله" لأبي حيَّان، و"مختصره"، وهو كتاب في جزء وسط، ترجمه القاضي عياض في الغنية: (ص ٦٢ - ٦٤)، وابن بشكوال في الصِّلَة: (٢/ ٢١٠ - ٢١١)، والذهبي في سير النبلاء: (١٩/ ٤٩٠).
(٢) في سراج الملوك (ص ٨٤): أبو محمد.
(٣) الأبيات من الوافر، وهي في سراج الملوك للطُّرْطُوشِي: (١/ ٨٤).