للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باطنك ليس لأحد سواه، هو الذي يتولَّاه وعليه المعوَّل، فانظر ما أنت فيه تفعل.

وقد استوفى هذا بعضُ الحكماء فقال:

إذا ما خَلَوْتَ الدهر يومًا فلا تَقُلْ … خَلَوْتُ ولكن قُلْ عليَّ رقيبُ

ولا تحسبن الله يغفلُ ساعةً … ولا أن ما يخفى عليه يغيبُ

ألم تر أن اليوم أسرعُ ذاهبٍ … وأنَّ غدًا للنَّاظرين قريبُ

لَهَوْنَا - لعَمْرُ الله - حتى تتابعتْ … ذنوبٌ على آثارهن ذنوبُ (١)

[أنواعُ المراعاة]:

ومن المراعاة مراعاةُ الأوقات، فإنَّ العمر ثلاثُ ساعات:

التي مضت عنك فلا تنجبر؛

والتي تنتظرُ فلا تعلم أتدركها أم لا (٢)؟

والتي أنت فيها؛ فاحفظها واجعل فيها وِرْدًّا، واعمرها بطاعة تربح تلك السَّاعة يوم السَّاعة.

وإن لم يكن له من اليقين والعلم والفراغ ذلك فليجعل زمانه قِسْمَيْنِ:

بعضُه لما لا بدَّ له من دنياه؛

وجلُّه لأخراه؛


(١) من الطويل، وهي للحسن بن عمرو الإباضي، ورُوِيت لغيره، وهي في الحماسة البصرية: (٢/ ٤٧)، وينظر: شعر الخوارج: (ص ٢٣٤)، وأخلاق الوزيرين: (ص ٣٧٤)، ومعجم الأدباء: (٢/ ٥٤٧)، وديوان أبي نُواس: (ص ٦١٥).
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): إن أدركتها.