للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاسمُ الثالث: الإنسانُ

وهو الآدَمِيُّ، معلومٌ عَقْلًا، معلومٌ لُغَةً، معلومٌ شَرِيعَةً، فأدخلُوها في سَوْقِ الخلاف، ونَادَوا عليه في سُوقِ من يقول، ورتَّبُوا فيه أقوالًا؛ كلها اقتداءٌ بتلبيس (١) المُلحدة، حتى يَدْخُلَ الشكُّ على الناس في أنفسهم.

فقد ذَكَرَ الأستاذ (٢) أبو المظفَّر (٣) شَاهْفورُ (٤) أن أعرابيًّا دخل مسجد البصرة، وسَمِعَ قومًا من المتكلمين يتجادلون في الإنسان، ويَنْتَحِلُ كلُّ واحد منهم قولًا غير الآخَر، ويَشْرَعُ بحُجَّةٍ على نِحْلَتِه، فقام عنهم وخرج على باب المسجد وهو يُنْشِدُ (٥):


(١) في (س): تلبّس.
(٢) في (س): الشيخ.
(٣) الإمام المتكلم النظَّار، شاهفور بن طاهر بن محمد، أبو المظفر الإسفراييني، صِهْرُ أبي منصور البغدادي، وتلميذ أبي إسحاق الأسفرايبني، له التفسير الكبير بالفارسية، وسمَّاه: "تاج التراجم"، طبع قديمًا، وله "الأوسط في الاعتقاد"، في ثلاثة أسفار، منه نسخة في خزانة خاصة، عرَّفت بها في تقدمتي للمتوسط في الاعتقاد: (ص ٣٧ - ٤٢)، وله غير هذه المؤلفات، توفي عام ٤٧١ هـ بطُوس، ترجمته في: المنتخب من تاريخ نيسابور: (ق ٧٣/أ)، وتبيين كذب المفتري: (ص ٢٧٦)، وسير النبلاء: (١٨/ ٤٠١)، وطبقات الشافعية: (٥/ ١١).
(٤) في (س) و (د): شاهبور.
(٥) البيت من الرَّجَزِ، وهو من شواهد الكتب النحوية، قال البغدادي في الخزانة (٥/ ٢٣٨): "وهذا البيت لم أقف له على أثر".