للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أبو محمد نعم العون لابنه القاضي في رحلته: "أَبٌّ في الرتبة، وأخ في الصحبة، يستعين ويُعين، ويسقي من النصيحة من ماء مَعين" (١).

وسعى الوزير أبو محمد في مخاطبة الخليفة ببغداد لاستصدار أمر بنيابة السلطان المنصور يوسف بن تاشفين، وتوليته على بلاد المغرب، حتى يكون تابعًا للخلافة العبَّاسية الهاشمية، فأسعفه الخليفة المستظهري برغبته، وأنفذ إليه طِلبته (٢)، وكان ذلك في رجب من عام ٤٩١ هـ (٣).

وأقام أبو محمد مع ابنه القاضي على خير منزلة، وفي خير صفة، مع الجلالة والتقدمة، ووفور التكرمة، وقد ذكر بعضًا من هذا القاضي أبو بكر في "القانون" (٤)، وفيه قال: "نعم العونُ على العلم الرئاسة" (٥)، وكانت وفاة أبي محمد في شهر محرم من عام ٤٩٣ هـ، وهو بمصر.

والدةُ ابن العربي الهَوْزَنِيَّة (٦):

قال ابنُ العربي : "وغَالَبْتُ الأقدار فغَلَبَتْ عَلَيَّ بحياة الوالدة؛ التي لم يكن لها غيري، وكانت لَهْفَى حَسْرَى بَاكِيَةً عليَّ، فتعيَّن في الدِّينِ أن أَكِرَّ عليها راجعًا، مُمْتَثِلًا لأمر الله، وله فيَّ حِكْمَة بعد انقيادي لطاعته


(١) شواهد الجلة: (ص ٢٧٧).
(٢) شواهد الجلة: (ص ٢٨٦).
(٣) شواهد الجلة: (ص ٢٩٣).
(٤) قانون التأويل: (ص ١١٥ - ١١٦).
(٥) قانون التأويل: (ص ١١٦).
(٦) ينظر: مع القاضي أبي بكر بن العربي: (ص ١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>