للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قولُه - تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾]

ويحصرُ لك ضَبْطَ نَشْرِها أن كل موجود فيك أو لك أو لغيرك تعود إليك منفعته أو لغيرك فإنها من فِعْلِ الله، فكلُّ موجود له يجب عليك الشُّكْرُ فيه، ويجمع ذلك قولُه تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾ [الرحمن: ١ - ٩].

قال الإمام الحافظ (١) : فبيَّن أنه سبحانه برحمته علَّم القرآن؛ رَحِمَهم وعصمهم عن الشِّرْكِ، وأكرمهم، وأَوْعَزَ إليهم (٢) بكلمة التقوى، وألزمهم وعرَّفهم كلامه، وأنزل عليهم كتابه، وعلَّمهم آياته (٣).

وفائدتُه: "أن الله انفرد بتعليم الخَلْقِ القرآنَ (٤)، وجَرَتْ سُنَّتُه سبحانه أنه إذا أعطى نبيًّا شيئًا أعطى أمته منه، وأشركهم معه فيه، فلمَّا قال له (٥): ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾ [النساء: ١١٣]؛ قال لنا: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ " (٦).


(١) في (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي.
(٢) في طرة بـ (ك) بغير خط الناسخ: أمرهم.
(٣) سقطت من (ك) و (ب) و (ص).
(٤) في (د): القرآن الخلق.
(٥) سقط من (د).
(٦) لطائف الإشارات: (٣/ ٥٠٢).