للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عظمةُ أبي الدرداء]:

وكان أبو الدرداء من العظماء، قال معاذ حين مات: "التمسوا العلم عند فلان وفلان" (١)، وذَكَرَ أبا الدرداء.

وقد رُوي عن أبي الدرداء أنه قال: "سَلُونِي، فوالذي نفسي بيده لئن فقدتموني لتفقدنَّ رجلًا عظيمًا من أمة مُحَمَّدٍ" (٢).

[حقيقةُ العظيم]:

فيتنخُّل (٣) من هذا أن العظيم القدر هو الممتثل للأمر، المجتنب للنهي، المُعَظِّمُ للحُرمة، المنتدب (٤) للخِدمة، المُتَمَكِّنُ المعرفة، القائم بالمصلحة، التالي من الأولياء للأنبياء في المرتبة؛ بالصدق والصلاح، والمواظبة على المحافظة على الحدود والإلحاح، فحينئذ يكون "مُفْلِحًا".

* * *


(١) طبقات الفقهاء للشيرازي: (ص ٤٧)، وتاريخ دمشق: (٤٧/ ١٢١).
(٢) طبقات الفقهاء للشيرازي: (ص ٤٧).
(٣) في (ب) و (ص): فتنخَّل.
(٤) قوله: "للحُرمة، المنتدب" سقط من (ص).