للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشَرِيعَتَه حَتْمٌ من الله، وهو سبحانه قد سَلَكَ بكُلِّ فَرِيقٍ على كلِّ (١) طريق، واختار لنا بفضله ورحمته جادَّة التحقيق، والحمد لله رب العالمين.

فإن قيل: فلِمَ يُعَاقِبُ على ما فعل؟

قلنا: هو حاكمٌ لا يُسأل، وقد غبَّرنا وجوهكم (٢) وطمسناها في "كُتُبِ الاعتقاد" بأدلتها (٣).

[فائدة]

سمعتُ الفقراء ببغداد يقولون: "إنَّ ما نقله أهلُ التفسير؛ من أن عيسى كان يَخْلُقُ من الطير كهيئة الطير وينفخ فيه فيكون طائرًا بإذن الله، فإذا طار شيئًا سَقَطَ مَيِّتًا ولم تَدُمْ له حياة، لأنَّ عيسى كان يَخْلُقُ ولا يَرْزُقُ، ولو رَزَقَ كما خَلَقَ لم يَبْقَ أَحَدٌ إلَّا قال: هو الله؛ فِتْنَةً، إلَّا مَن آتاه الله هُداه".

وقد قال سبحانه: ﴿إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا﴾ [العنكبوت: ١٩]، وأنت ترى الرزق يَجْرِي على أيديهم؛ ويُعْطُونَ ويَحْرِمُون، ولكنه مَوَاطِنُ لمقدورات (٤) الله، فتعلَّق بها أهلُ الجهل بالله.

وقد ثَبَتَ وصَحَّ عن النبي من طريق زيد بن أرقم- واللفظ له- قال: "غزونا مع رسول الله- فذكر الحديث، وقال: فكنتُ مع عمي؛ فسمعتُ عبد الله بن أُبَي بن سلول يقول: ﴿لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ


(١) سقطت من (ص).
(٢) يقصد بالوجوه هنا الأقوال والشبه.
(٣) ينظر: المتوسط في الاعتقاد- بتحقيقنا-: (ص ٢٧٠).
(٤) في (ص): بمقدورات.