للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أقوال الفلاسفة (١) والمُعَطَّلَةِ؛ ككتاب "دِمْنَةَ وكَلِيلَةَ" الذي (٢) تَرْجَمَهُ الملحدون، والكتب التي جمعتها الملحدة؛ كالجاحظ وغيره، ليُشْغِلَ (٣) بها الخلقَ عن كلام الله وكلام نَبِيِّه (٤)، ودُسَّ فيها من كلام الله تعالى وكلام نَبِيِّه ما لم يصح؛ ليصيد (٥) بذلك قلوب الفتيان، ويجذب إليها أعناق الرُّعنان (٦)، حتى يكون المُتَحَذْلِقُ منهم في جملة أهل الغفلة من (٧) الرُّعيان.

[التَّعْرِيفُ بأبي الفضل الجوهري ونوادره]:

ولم يكن في المتأخرين من الصَّالحين أعظم رتبة (٨) من أبي الفضل الجَوْهَرِي، وإن كان لم يكن عنده عِلْمٌ، ولكن (٩) كان عنده طَبْعٌ.

أخبرني الحاجُّ أحمد بن محمد اليَمَنِي (١٠)، قال لي (١١): دخلتُ عليه فقلتُ له: أريد أن أحج، وقد تردَّدت بين الجادَّة أو الصعيد، فعلى أيهما تَدُلُّنِي؟ فقال لي: ارفع يديك فقُلْ:


(١) في (ف) و (د): الفسقة، ومرَّضها.
(٢) في (س) و (ف): التي.
(٣) في (س) و (ف): لتُشْغَلَ.
(٤) في (د): كلام الله تعالى ورسوله.
(٥) في (د) و (ص): ليتصيَّد، وضعَّفها في (د)، وكتب في طرته: ليتعبد، من غير تصحيح.
(٦) في (س) و (ف): الرعثان.
(٧) قوله: "ويجذب إليها أعناق الرُّعنان، حتى يكون المتحذلق منهم في جملة أهل الغفلة من" سقط من (ص).
(٨) في (ص): وثبة.
(٩) في (س): لا.
(١٠) لم أهتد إلى معرفته، وهو من أصحاب أبي الفضل الجوهري، وغالب الظن أن يكون لقيه بمصر، فقد أخذ ابنُ العربي عن عَدَدٍ من أصحاب الجوهري، والله أعلم.
(١١) ضبَّب عليها في (د).