للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زَوْجَها للمَنِيَّةِ، وخَلَفَه عليها، وهذا افتراءٌ على الله وعلى رسوله، وقد بيَّناه في "أنوار الفجر" (١)، و"الأحكام" (٢)، و"كتاب الأنبياء".

وقد قال الله سبحانه في أوَّل السورة: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: ١٦].

يعني: ذا القوة.

فأثبت له القوة، ولا قوة لمن غلبته نفسُه في الهوى، فاقتضى هذا القولُ نَفْيَ ما نَسَبَهُ (٣) إليه الجَهَلَةُ عنه.

ثم قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ [ص: ١٩]، وأصلُها كما بيَّنا أن يحكم نفسه، فأخبر الله عنه أنه قَوِيٌّ حَاكِمٌ على نفسه، فكيف تغلبه نَفْسُه (٤) على علاقة حُبِّ امرأة ومعه منهن تِسْعٌ (٥) وتسعون امرأة؟ هل هذا إلَّا عين المحال على ذوي (٦) الهيئات والمروءات؟ فكيف على أهل النبوات؟ وما عَمِلَ داودُ إلا ما أخبر الله عنه، ولا عاتبه إلا على ما أخبر أنه فَعَلَه، فاقرأ القِصَّةَ واعلم ما قاله الله فاعتقده، ولا تَزِدْ عليه، فإنه الصادق، وهم الكاذبون.

وإذا أردتم أن تكونوا حكماء فعليكم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله؛ فهي الغاية، وإيَّاكم وهذه الكتب التي تُنْسَبُ إلى الحكمة، فإنها مجموعة


(١) في (س) و (ف): الأنوار.
(٢) أحكام القرآن: (٤/ ١٦٣٤).
(٣) في (س) و (ف): نسب.
(٤) في (س) و (ف): نفس.
(٥) في (د): تسعة.
(٦) في (ص): ذي.