وهو هو قول الإمام ابن العربي، فلم الإنكار؟ ولم الاستطالة والتماري؟ ولم إرسال الكلام بغير بينة ولا حجة ولا كتاب منير؟
[الموطن الرابع والعشرون]
قال الغماري:"ومن الغريب قولُ ابن العربي في سراج المريدين في الاسم السَّادس منه ما نصه: ومن الحكمة ما أصر من استغفر، الحديث، ثم قال: وبه أقول.
وهذا ينادي عليه بالقصور وعدم الاطلاع ومعرفة ما في السنن من الحديث" (١).
قلتُ: لم يفهم الغماري قول الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي، ينبغي لمن يقرأ "كتب العلماء" أن يعرف اصطلاحاتهم ويحقق في ألفاظهم ليفهم عنهم أوَّلًا، ثم بعد ذلك يعترض أو ينتقد، ولكن الغماري لسابق حقده على الإمام الحافظ يستسمن ذا ورم، ويظن أن ما وقع عليه يشفي غله الذي طواه ولزمه عمره، ولكن هيهات.
ونَقْدُ قوله هذا من ثلاثة أوجه:
أوَّلها: أن ابن العربي إذا استضعف حديثًا نسبه إلى الحكمة أو إلى كلام السلف، حتى لا يدخل في باب المفترين على رسول الله والمتزيِّدين في شريعته، فإذا وقف على ذلك الكلام في "كتب الأمثال" أو ما شابهها احتاط في نسبة الكلام إلى ذاك الموضع، بدل نسبته إلى رسول الله ﷺ.