للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: وهذه هي أقوال النقَّاد في هذه الأحاديث التي جاءت في فضل العلم على العبادة:

قال الإمام أبو عيسى الترمذي: "سألتُ محمدًا عن هذا الحديث - أي: حديث "فضل العلم خير من فضل العمل، وخير دينكم الورع" - فلم يَعُدَّ هذا الحديث محفوظًا، ولم يعرف هذا عن حذيفة عن النبي " (١).

وقال الإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني في حديث "فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع"، بعد أن ذَكَرَ أسانيده وطُرُقَه: "وليس يثبت من هذه الأسانيد شيء، وإنما يُروى هذا عن مُطَرِّفِ بن عبد الله بن الشِّخِّيرِ من قَوْله" (٢).

ومع هذا الذي قاله الدارقطني إلا أن الغماري زعم صحته، وقد بيَّن أبو الحسن الإختلاف الكثير الواقع في روايته، مما يدل على عدم صحته، واقتصر الغماري على تصحيح الحاكم له، ومعلوم تساهله في هذا الباب، ثم زعم أن الذهبي قد أقرَّه، وهذا غير صحيح، وخطأٌ توارد عليه الغماري في كتبه، فالذهبي إنما يختصر كلام الحاكم، ولا يقول من عنده أي شيء، فالذهبي لم يُقِرَّ ولم يُوَافِقْ.

وقال أبو الحسن في موضع آخر من كتابه في "العلل" في تلك الطرق: "ولا يصح منها شيء" (٣).


(١) علل الترمذي الكبير: (ص ٣٤١).
(٢) العلل: (٤/ ٣١٩).
(٣) العلل: (١٠/ ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>