للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحُرُّ (١): وهو الاسمُ الخامس (٢) والستُّون

وحقيقتُه: ألَّا يكون لأحد عليه رِقٌّ ولا مِلْكٌ إلَّا لله وحده؛ فلا يكون عبدًا لأرباب الدنيا، ولا لزُخْرُفِها (٣)، ولا لزَهْرَتِها، ولا نعيمها، ولا لباسها، ولا دينارها، ولا درهمها، فإنَّ الكل من هذه الأعيان بَلِيَّةٌ، فإذا ربط بها نفسه انتكس، وفيه قال النبي : "تَعِسَ عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القَطِيفَةِ، تعس عبد الخَمِيصَةِ" (٤)، حسب ما تقدَّم ذِكْرُنا له.

فإذا لم يَذِلَّ، ولا تعلَّق (٥) قلبُه بأحد، ولا استخدم لسانه في الثناء على أحد، ولا استعمل جوارحه في خدمة أحد، إلَّا بالله، ولله، وفي الله، كان عبدًا لله، وصحَّت له الحرية عند الله، والعِتْقُ من النار، والنجاة من العذاب، وصار من خِيَارِ الخَلْقِ، وإن كان عبدًا لعَبْد كان شَرَّ العبيد.

فإذا خَلَّصَ نفسه - كما قال يحيى بن زكرياء في الحديث المتقدم - تَرَقَّى (٦) بعد ذلك إلى التَّمَلكِ، فأوَّلُ درجات المُلْكِ مِلْكُه لرعيته المختصة


(١) سقط من (ك) و (ص) و (د).
(٢) في (ب): التاسع والخمسون، وفي (ص): المُوَفِّي ستين، وفي (ك): الثالث والستون.
(٣) في (ك) و (ص) و (ب): لزخرفتها.
(٤) تقدَّم تخريجه في السِّفْرِ الأول.
(٥) في (د): يتعلق.
(٦) في (ك): يرقى.