للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علموا العربية فلا يتكلَّموا بحضرة العرب إلَّا بلسانها؛ لأنَّهم إنْ خرجوا إلى لسانهم كان من باب المناجاة المنهي عنها، ولا ينعكس هذا في العرب، لأنَّ لسانهم الأصل في الشريعة، والفَرْعُ يُرَدُّ إلى أصله.

وقد روى مالك في "الموطأ": "أن عمر رأى بيد كَعْبٍ مُصْحَفًا قد تَشَرَّمَتْ حواشيه، فقال له: ما هذا؟ قال له كعب: التوراة، فقال له عمر: إن كنت تعلم أنها التوراة التي أُنزلت على موسى يوم طُورِ سيناء فاقرأها" (١).

وهذا نهيٌ عنها له، وتحذيرٌ من التعلق بما لا أصل له.

[[من شروط رواية الإسرائيليات]]

ولا ينبغي أن يُحكى عنهم إلَّا ما يشهد القرآن بصحته، فإذا قالوا هم أمرًا جائزًا لم يكن له عندنا أصل لم نُصدِّقهم ولم نكذبهم، وإن قالوا ما يَرُدُّه العقل رددناه عليهم، ولم يَحِلَّ لنا أن نسمعه، فكيف أن نرويه؟

[[من شروط الطاعة]]

ولا تتحقَّق الطاعة للعبد إلَّا إذا كان دائرًا مع الأوامر والمندوبات، والنواهي والمكروهات، ومع الذكرى دون الغفلات، والحذر من المعاقبات، ففي الصحيح -واللفظ للبخاري-: قال العلاء بن المسيب: "لقيت البراء، فقلت: طوبى لك؛ لقيتَ رسول الله، وبايعته تحت الشجرة، قال: يا (٢) ابن أخي، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده" (٣).


(١) تقدَّم تخريجه في السِّفْرِ الأوَّل.
(٢) سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، رقم: (٤١٧٠ - طوق).