للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لسلمان: "اشكفه دَرْد (١) "، وتكلَّم بالاصطلاحية (٢) مع العجم من الصبيان وأمثالهم من البهائم، فقال للحسن: "كَخْ كَخْ" (٣)؛ يأمره (٤) بطرح التمرة الصَّدَقِيَّة مِن فِيهِ، كما يُحَذَّرُ الصبيان، وكما يقال للدابة: "بسْ بَسْ (٥) "، و"حَلْ حَلْ (٦) " للعِجل، و"أَرْ أَرْ (٧) ".

وقال البخاري (٨): "بابُ ما يجوز من الكلام بالفارسية" (٩).

وذكر بعضُ أصحابنا أنه لا يجوز التكلم بالعجمية، وزاد آخرون فقالوا: "إنَّ من فعل ذلك أَثِمَ".

وتحقيق القول فيه أنَّ لكل أمة لسانهم، كذلك أُنزلت عليهم الكتب، وأرسلت عليهم الرسل، فقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ﴾ [إبراهيم: ٥]، ولو أنَّ الله يكلم أحدًا بكل لسان لكان مُحَمَّدٌ بذلك أولى؛ لعظيم منزلته على الخلق، لكن إذا كان الناس في جماعة وكلهم من صِنْفٍ واحد فليتكلَّموا بلسان واحد، وإن كانوا صِنْفَيْنِ فليتكلَّم العربي بعربيَّته، فإن كان فيهم أعجميون لا يعلمون غير لسانهم فلهم أن يتكلموا به، فإن


(١) في (ك)، اشْكَمْبِ، وفي (ب): اشكنذرد.
(٢) في (ص): الاصطلامية.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ؛ كتاب الجهاد والسير، باب من تكلم بالفارسية والرطانة، رقم: (٣٠٧٢ - طوق).
(٤) في (ك) و (ص): فأمره.
(٥) فوقها في (د): زَجْر.
(٦) فوقها في (د): قُمْ.
(٧) فوقها في (د): امش.
(٨) بعده في (ك): في.
(٩) الجامع الصحيح: (٥/ ٧٣ - طوق).