الأوَّل: كل ما ذكره الغماري هنا افتراءٌ وتطاولٌ على الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي ﵁، ومسألة النصب الذي يُدَنْدِنُ حولها قد قَرَفَ بها جِلَّةً من العلماء؛
منهم: الإمام الحافظ الحجة محمد بن إسماعيل البخاري؛
ومنهم: الإمام الحافظ أبو الوليد الباجي؛
ومنهم: الإمام الحافظ ابن حزم؛
وغيرهم كثير.
الثاني: وما ذكره وألصقه بابن العربي بخصوص صلته بالملوك كَذِبٌ وافتراءٌ أيضًا، ولو كان ابن العربي مصانعًا للملوك لما تجرَّأ أحد عليه يوم ثورة السَّفْلَةِ، ولما عُزِلَ، فلمَّا كان حاكمًا بالحق وقائمًا بالعدل تضرَّر من تضرَّر من المفسدين وأمراء الجور، فاحتالوا في التخلص منه بتلك الثورة المزعومة.
الثالث: وأدهى ما في كلام الغماري قوله: "إن الله تعالى لم يُرِدْ بك خيرًا"، وهذا من جنس الكلام في الغيوب، وادعاء الاطِّلاع على الضمائر، ومعرفة ما في اللوح، وهو هنا من التألي على الله والكذب عليه، والرجل بإجماع مترجميه - من تلامذته ومن أتى بعده - أنه مات على خير طريقة، وعلى أحسن سَنَنٍ.
الموطنُ السَّادس عشر:
قال الغماري: "قال في الاسم التاسع والخمسين ما نصه: وظنَّ بعضُ الناس أن حافظ الفروع فقيه، وليس بفقيه ولا حافظ، لأنَّ حِفْظَها ليس بفِقْهٍ