للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَوْلَسَ (١)، تعلوهم نار الأنيار، يُسقون من عُصارة أهل النار؛ طينة الخَبال، يطأهم الخلق بأقدامهم" (٢).

ومن الحِكْمَةِ المأثورة: "إنَّ الشريف إذا تنسَّك تواضع، والوضيع إذا تنسَّك تكبَّر" (٣).

قال الإمام الحافظ (٤) : وهذا الفِقْهُ (٥) صحيح؛ وذلك أن الشريف

يرى لنفسه بمنزلته، فإذا تنسَّك رأى أنه لا منزلة لأحد جَهِلَ خاتمته، والوَضِيعُ مَهِينٌ لا (٦) يرى منزلته، فإذا تنسَّك بجَهْل يرى أنه قد ارتقى، ونعم؛ لقد ارتقى، ولكن إذا رأى أنه قد نزل فهذا شَرْطُ الارتقاء.

وحَدُّ التواصع: أن يُسْقِطَ في اعتقاده نفسَه عن مرتبة المُتَّقِينَ إلى المذنبين وهو مُتَجَنِّبٌ للذنوب، وعن مرتبة المجتهدين إلى المقصرين وهو مُجْتَهِدٌ، وعن مرتبة المحسنين إلى المسيئين وهو مُحْسِنٌ.

[تواضعُ أبي عبد الله الدَّامَغاني]:

أخبرني جماعةُ الأشياخ ببغداد (٧): "أن قاضي القضاة أبا عبد الله محمد بن علي الدَّامَغَانِي كان يمشي في الموكب الثقيل، وحوله القُضاة


(١) في (ص): بُولِسَّ.
(٢) أخرجه الترمذي في جامعه: أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله ، بابٌ، رقم: (٢٤٩٢ - بشار)، وحسَّنه أبو عيسى.
(٣) الإحياء: (ص ١٢٥٧).
(٤) في (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي، وفي (ب): قال الإمام.
(٥) في (ك): لفِقْهٌ.
(٦) سقطت من (ك) و (ص).
(٧) ما ذكره ابن العربي عن الإمام أبي عبد الله الدامَغاني لا نعرفه في كتاب منشور، فهو من فوائده ومفاريده، وقد تقدَّم التعريف بالدامغاني.