للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التائب (١): وهو الاسم الخامس ومائة (٢)

وهُوَ اسمٌ عظيم، له مقامٌ كريم، مُتَّصِلٌ بالآدَمِيِّ لَزِيم، فإن الله سبحانه وإن كان أَمَرَ العبدَ بالعبادة؛ فإنه جَبَلَه على الراحة، وإن كان خَلَقَ له العقل؛ فإنه أَمَالَهُ بالطبع إلى الشهوة، وإن كان له مَلَكٌ يُرْشِدُه؛ فإنَّ (٣) له شيطانًا يُضِلُّه ويُلْحِدُه، ولا يزال بينهما مُرَدَّدًا حتى يصير إلى ما كَتَبَ الله عليه، وينتهي إلى ما سبق (٤) من عِلْمِ الله إليه، فإذا أطاع يعصي (٥)، وإذا عبد ترك، وإذا امتثل خالف، والتنازعُ- أبدًا- بين الحالين يُرْهِقُه، والحالةُ المقدَّرة تَلْحَقُه.

ولملازمة المخالفة له تَلْزَمُهُ التوبة؛ فهي فَرْضٌ عليه بإجماع الأمة في كل وقت، وعلى كل حال، ومن كل ذنب أو تقصير في كمال أو غفلة، وما رُئِيَ (٦) أَحَدٌ من الخلق خَلَا عن ذنب، حتى إنَّ جماعة من العلماء قالوا:


(١) سقط من (ك) و (ص) و (د).
(٢) في (ك): الثالث والمائة، وفي (ص): الخامس والتسعون، وفي (ب): الرابع والتسعون.
(٣) في (ك) و (ص) و (ب): إن.
(٤) في (د): يساق.
(٥) في (د) - أيضًا-: عصى.
(٦) في (ك) و (د): رِيئ.