للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تقدمة]

احتفل العلماء على طبقاتهم بكتاب "سراج المريدين"، وظلَّ اسمه مترددًا في دواوين العلماء؛ على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، وكان محل درسهم ونظرهم، وفاتشه كثيرون، وكانت له الريادة في مسائل التخلق والتزكية والترقية.

ومع هذا الذي أوتيه هذا "السراج"، إلا أنه لا يَسْلَمُ كتابٌ مهما ارتفع شأنه، وعلا مجده؛ من نقد وانتقاد، ومن نظر واعتراض، غير أن طريقة العلماء في النقد كانت جارية على سنن العلم ومحجَّة الفهم، والذي كان ينتقد كان يعرف كيف ينتقد، من غير طعن أو نبز، فيذكر المحاسن، ويُجَلِّي المناقب، ويدل على معاقد الشرف، ومواضع الإجادة، وقد قدَّمنا كلمة الحافظ ابن دحية في الإشادة بهذا "السراج"، وعلى طريقته سار العلماء، فمن نَقَدَ نَقَدَ بإنصاف؛ مع حِفْظِ المكانة والمنزلة.

أُنْمُوذَجٌ من النقد:

قال ابن الملقن - بعد ذكره للأحاديث الواردة في القميص -: "وفيما ذكرناه رَدٌّ على قول ابن العربي في سراجه: ما سمعتُ للقميص ذِكْرًا صحيحًا إلا في الآية السَّالفة، وحديث ابن أُبَي وتكفينه في قميصه، ولم أر لهما ثالثًا فيما يتعلق برسول الله في خاصَّته" (١).


(١) التوضيح: (٢٧/ ٦٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>