للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما ذكره الإمام ابن الملقن من الأحاديث أغلبه لا يُسَلَّمُ له، فكثيرٌ منها من الحِسَانِ، وابنُ العربي يتحدَّث عن الصحيح، لهذا قال بعد ذلك الكلام: "وقد رُوِيَ من طرق: كان أحب الثياب إلى رسول الله القميص، وهو حديث حسن" (١).

والغريب أن من بين الأحاديث التي احتجَّ بها ابنُ الملقن على ابن العربي هذا الحديث السَّابق، فكأنه لم يره في كتابه، أو ذهل عنه، والله أعلم.

وكذلك ما نقده الحافظ ابن حجر في خصوص هذه المسألة لا يُسَلَّمُ له، فما استدركه عليه هو من الحسان، ولم تصحَّ عند ابن العربي، وقد قدَّمنا أن ابن العربي يفرق بينهما، فيُلْتَزَمُ لَفْظُه، ويُرَاعَى في قوله اصطلاحُه.

وأمَّا قوله: "قال هذا في كتابه سراج المريدين، وكأنه صنفه قبل شرح الترمذي؛ فلم يستحضر حديث أم سلمة ولا حديث أبي هريرة" (٢).

قلت: وحديث أم سلمة هو الذي ذكره ابن العربي آنِفًا، وذكر أنه حديث حَسَنٌ، فمع هذا كيف يستدرك الحافظ ابنُ حجر على ابن العربي حديثًا هو ذَكَرَهُ، ولا أدري كيف وقع هذا لابن حجر؟ إلا أن يكون متابعًا لما قاله ابنُ الملقن، وهذا الذي ظهر لي، فكأنه وقف على ذلك في "التوضيح" فاكتفى به، ولم يرجع إلى موضعه من "السراج".


(١) سراج المريدين: (١/ ٩٥).
(٢) سراج المريدين: (١٠/ ٢٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>