للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخامس والخمسون: قوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (١)

العُقُوبَةُ: "ما يَتَعَقُّبُ الجُرْمَ ممَّا يَسُوءُ صاحبَه" (٢).

وشِدَّةُ العقاب أن يُحْجَبَ المُعَاقَبُ عن الله بحرمان الطاعة، وسَلْب التوفيق، وتَسْلِيطِ البلاء (٣).

السَّادس والخمسون: قوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ (٤)

قد بيَّنَّا وصفه بأنه سَرِيعُ الحساب في كتاب "الأَمَدِ" (٥).

وسُرْعَةُ حسابه في الدنيا للأولياء بمعاجلتهم بالابتلاء؛ بالتذكرة فيما يقصرون فيه، حتى يتذكَّروا فيقوموا بحقه.

وسُرْعَةُ حسابه في الآخرة بأنَّ محاسبة الخَلْقِ عنده كمحاسبة نَفْسٍ واحدة.

[عِلْمُ المناسبات بين آيِ القرآن]:

فإن قيل: فما وَجْهُ ذِكْرِه لقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ مع هذه الآية، وليس بينهما ارتباط في الظاهر؟

الجواب: إنَّ ارتباط آيِ القرآن بعضها ببعض حتَّى تكون كالكلمة الواحدة مُتَّسِقة المعاني (٦) منتظمة البيان عِلْمٌ عظيم، لم يتعرَّض له إلَّا عالمٌ


(١) [المائدة: ٣].
(٢) لطائف الإشارات: (١/ ٣٩٩).
(٣) لطائف الإشارات: (١/ ٣٩٩).
(٤) [المائدة: ٥].
(٥) الأمد الأقصى - بتحقيقنا -: (٢/ ٣٧٤).
(٦) في (ك) و (ب) و (ص): المعنى، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرته.