للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بذلك أنه روى أحاديث ضعافًا، فاقتُنع (١) منه بذلك (٢)، واستُظهر عند الأمير بشهادته، ودفع الله عنه بصلاحه على وجه طويل (٣).

[غربةُ محمد بن مَوْهَب]:

وقد اغترب في طلب العلم محمد (٤) بن مَوْهَب (٥)؛ جدُّ أبي الوليد الباجي (٦) لأُمِّه، ولم يُبعِدْ وعاد، فلمَّا تكلَّم بشيء ممَّا كان عنده وقال: "إن النسوة قد كان منهن نبي"؛ ثاروا عليه، وشَنَّعُوا وأَخْمَلُوهُ.

[غربةُ أبي الوليد الباجي (٧)]:

وهذا أبو الوليد الباجي رحل وأَبْعَدَ، وجلب عِلْمًا جَمًّا (٨)، وقُرئ عليه


(١) في (ص): قُنِع.
(٢) أفاد من هذا الموضع ابن الأزرق في روضة الإعلام: (٢/ ٨٨٩ - ٨٩٠).
(٣) ينظر: تاريخ ابن الفرضي: (١/ ١٤٥)، وتاريخ دمشق: (١٠/ ٣٥٦).
(٤) في (ص): أبو بكر محمد بن موهب.
(٥) الفقيه الإمام، المتكلم النظَّار، محمد بن موهب التُّجِيبِي، أبو بكر القبْري، تـ ٤٠٦ هـ، شُهِرَ عنه القول بنبوة النساء، وكان الأصيلي يواليه وينصره، مع جماعة من نحارير علماء الأندلس، وله في العقائد تواليف كثيرة، وله شرح لرسالة شيخه ابن أبي زيد القيرواني، ترجمته في: جذوة المقتبس: (ص ١٣٧ - ١٣٨)، وترتيب المدارك: (٧/ ١٨٨ - ١٩١)، والصلة: (٢/ ١٢٢ - ١٢٣).
(٦) في (ص): أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي المالكي.
(٧) الإمام الحافظ الحجة، والمتكلم النظَّار على لسان أهل الحق، شيخ الإسلام، وعالم الأندلس، سليمان بن خَلَفٍ التُّجِيبِي، أبو الوليد الباجي، (٤٠٣ - ٤٧٤ هـ)، والمسألة التي ذكرها ابنُ العربي عنه ألَّف فيها أبو الوليد كتابًا ترجمه باسم: "تحقيق المذهب في أن النبي كتب"، سيرتُه في: ترتيب المدارك: (٨/ ١١٧ - ١٢٧)، والصلة: (١/ ٢٧٧ - ٢٧٨)، وينظر: العواصم: (ص ٣٦٧).
(٨) أفاد من هذا الموضع ابنُ الأزرق في روضة الإعلام: (٢/ ٨٩٠).