للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا الدِّينُ: فالمِلَّةُ؛ مشهورةُ الفَضائل (١).

تَنْبِيهٌ على وَهْمٍ: [طلب العلم فريضة]

رَوى قَوْمٌ عن النبي : "طلبُ العلم فريضة" (٢).

وقال فيه بعضهم: "فريضة بعد الفريضة" (٣).

والأوَّل: صحيح المعنى، باطل السند.

والثاني: باطل الوجهين.

وكلُّ حِكْمَةٍ صحَّ معناها دِينًا لم يَحِلَّ أن تُنسب إلى النبي.

والثاني: فاسدُ المعنى لا يَصِحُّ أن يضاف إليه (٤).

قال يحيى بن معين: "من لم يَكُن له فَهْمٌ بالحديث؛ يَعْرِفُ صَحِيحَه من سَقِيمِه قبل أن ينظر في طريقه، فلا ينبغي له أن يشتغل بطلبه".


(١) في (س) و (ز): الفضل.
(٢) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم عن أنس : (١/ ٢٣)، والخطيب في تاريخ بغداد: (٥/ ٢٥٢)، قال ابن عبد البر: "هذا حديثٌ يُروى عن أنس بن مالك عن النبي من وجوه كثيرة، كلها معلولة، لا حجة في شيء منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد"، وقال إسحاق بن رَاهُويَه: "طلب العلم واجب، ولم يصح فيه الخبر"، قال ابن عبد البر: "يريد إسحاق- والله أعلم- أن حديث وجوب طلب العلم في أسانيده مقال لأهل العلم بالنقل، ولكن معناه صحيح عندهم"، جامع بيان العلم: (١/ ٥٣)، وسئل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال: "لا يثبت عندنا فيه شيء"، المنتخب من العلل للخلَّال: ص (١٢٨).
(٣) أخرجه ابن حبان في المجروحين عن ابن مسعود: (٢/ ١٦٠)، وفيه عباد بن كثير؛ متروك الحديث، والحديث باطل منكر.
(٤) في (س): إلى النبي .