للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعدول والثُّنَّاءُ (١)، فيَمُرُّ بالرَّوْشَنِ فيقف ويقول: يرحمك الله يا فلانة، كنت أُحارس (٢) هذا الدرب بقراريط معلومة، فإذا أَعْتَمَ اللَّيْلُ جلستُ تحت هذا الرَّوْشَنِ أدرسُ اللَّيْلَ كلَّه، وكانت في رَوْشَنِها بمِرْدَنِها تغزل الليل كله، فإذا أوهمتُ أو توقَّفت في الدرس تقول: ليس هكذا يا (٣) محمد، وليس لتوقفك معنى، قد دَرَسْتُه (٤) قبل هذا على كذا وكذا، فأتذكَّره (٥) "، بما (٦) يُخَجِّلُ بذلك المتكبرين، ويُسَلِّي المتواضعين، ويَسُنُّ للمسلمين المريدين.

[تواضعُ أبي إسحاق الشِّيرَازِي]:

وكان أبو إسحاق الشِّيرَازِيِ (٧) فقيهُ الشافعية - بل الطوائف - شيخ الصوفية يُدَرِّسُ ويتصوَّف، وكان يقول في المدرسة النِّظَامِيَّةِ بمحضر (٨) أهل الآفاق - وقد حاز الرياسة والإمامة في الديانة -: "كان أبي صبَّاغًا بشِيرَازَ،


(١) في طرة بـ (ك): هم البياض، أي: بياض بغداد، وهم أهل الشرف والرفعة.
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): أحرس، وضبَّب عليها في (د)، والمثبت من طرته.
(٣) في (د): أيا.
(٤) في (د): درست.
(٥) في (د): فأتذكر.
(٦) في (ب): بها.
(٧) الفقيه الإمام، العلَّامة الزاهد، شيخ النظامية، إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزابادي، أبو إسحاق الشيراري، (٣٩٣ - ٤٧٦ هـ)، وكان ابتداء تدريسه بالنظامية عام ٤٥٩ هـ، وكانت له هيبة ومكانة، مع التقلل من أعواض الدنيا وأغراضها، وله تصانيف، ترجمته في: تبيين كذب المفتري: (ص ٢٧٦ - ٢٧٨)، وسير النبلاء: (١٨/ ٤٥٢ - ٤٦٤)، وطبقات التاج: (٤/ ٢١٥ - ٢٥٦)، وأفاد في مناظراته من كتاب "فرق الفقهاء" لأبي الوليد الباجي.
(٨) في (د): بحضرة.