للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القطب الرابع: التفسيرُ المُصِيبُ

اعتنى ابنُ العربي في "سراج المريدين" بعلم التفسير كثيرًا، واحتفل بذلك، وكان مبتدأ نظره في كثير من الأسماء والصفات من حيث موردها شرعًا؛ قرانا وسنة، كما فعل في كتاب "الأمد الأقصى في تفسير أسماء الله الحسنى وصفاته العلى"، وسَلَكَ في ذلك مسالك، ونهج مناهج، غير أن النظر في هذا الجانب يقتضي التعرف على أصل هذا، وهو كتاب "أنوار الفجر في مجالس الذِّكْرِ"، فنَذْكُرُ ما يفيد في التعريف به؛ باعتباره أصل أصول كتبه، ونذكر منهجه وطريقته فيه، ومصادره وموارده، ومن نقل منه وأفاد.

الفصل الأوَّل: التعريفُ بكتاب "أنوار الفجر في مجالس الذكر"

شرع الإمام ابنُ العربي في هذه المجالس عام ٥١٠ هـ، وإنما قلنا ذلك لأنه ذَكَرَ في كتبه التي صنَّفها في قرطبة أنه أملاه في عشرين سنة، وكان ابتداء هجرته إلى قرطبعة عام ٥٢٩ هـ، وبهجرته هذه توقَّف عن مجالس "أنوار الفجر" (١).

وذَكَرَ أبو محمَّد الأَشِيرِي أن كتاب "الأنوار" في خمسة آلاف ورقة (٢)، ولم يذكر ضياعه، ولكن ابن العربي في مقدمة هذا "السراج" (٣) أشار إلى أن بعضه قد تعرَّض للضياع، بعد ما دُخِلَتْ عليه داره، ونُهِبَتْ


(١) ينظر: قانون التأويل: (ص ٣٦١)، والقبس: (٣/ ١٠٤٧ - ١٠٤٨)، ومقدمة الأمد الأقصى: (١/ ٢٤ - ٢٧).
(٢) مقدمة المتوسط في الاعتقاد: (ص ٢٠).
(٣) سراج المريدين: (١/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>