للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُتُبُه وماله، وإنما يهمنا هنا أن نذكر طريقته فيه، ونحدد منهجه، وما الذي يَفْرِقُ بينه وبين كتبه الأخرى.

وهذا "السراجُ" مُعِينٌ على التعرف على ما ذكرتُ، فهو يَذْكُرُ أنه فسَّر آية واحدة في سِفْرٍ يحمله فرس، ويضيء كالقبس (١)، واستنبط من سورة يوسف ألف آية وعبرة (٢)، ودام في تفسير "سورة التكاثر" ستة أشهر، في مائة وثمانين مجلسًا (٣).

وقد ظَفِرْتُ بنقل عزيز، وفائدة جليلة؛ ترجَّح عندي أن يكون من كتاب "أنوار الفجر"، بعد ما قارنته بكُتُبِ ابن العربي المنشورة، فظهر لي أن أنقل بعضه هنا ليتعرف على أُنموذج منه؛ يكون منه الدارس للتفسير وعلومه على معرفة وذُكْرٍ، وفيه معاني وأغراض مستنبلة، وتحقيقات رائقة، وتدقيقات فائقة.

وعوَّل فيها على نُكَتِ أهل الإشارة، وسار على نهجهم، واحتفل في كل ذلك واعتضد بدقائق اللغة، ومحاسن الشعر، ولطيف العبارات، ليمزج كل ذلك ويجعله في قَرَنٍ واحد، ومقدار ما فسَّره من تلك الآية إذا نُشِرَ يكون في جزء وسط، بعد تخريج النصوص وتوثيق النقول.

قال ابنُ العربي - في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤٥ - ٤٦]-: "هذه الآيةُ لنا فيها بدائعُ من التفسير، وأنواعٌ من لُبَابِ التذكير، وفيه جملة مسائل:


(١) سراج المريدين: (٢/ ٢٢٧).
(٢) سراج المريدين: (٣/ ٢٧٧).
(٣) قانون التأويل: (ص ٣٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>