للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: "المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه" (١).

وقال في الصادر عن التقليد ما جاء في حَدِيثٍ عن سَعْدٍ: أن النبي أعطى رَهْطًا وترك رَجُلًا، فقال له سعد: "يا رسول الله، ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنًا، فقال النبي: أو مسلمًا، وكرَّره مرارًا" (٢).

معناه: لعله أسلم في الظاهر، أي: استسلم، أي: طلب ذلك في الظاهر، ولم يعتقده في الباطن.

ومنه قال الله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ [الحجرات: ١٤]، فحكم على بواطنهم بما أَعْلَمَهُ به الظاهرُ الباطنُ.

فإن كان عن دليل وعن اعتقادٍ جَزْمٍ دَلَّ على بَاطِنِه ظاهرُ أَفْعَالِه.

[[نكتة بديعة]]

وهاهُنَا نكتة بديعة؛ وذلك أنه دخل هذا التقسيم من استواء الظاهر والباطن في الإسلام، وجاء الإيمان مطلقًا غير مختلف، وذلك؛ لأن المؤمن صِفَةٌ من صفات الله، فصِينَتْ عن الاحتمال والإشكال، والمسلم لمَّا لم يكن من صفاته تَطَرَّقَ إليه (٣) الاحتمال لفظًا ومعنًى.


(١) تقدَّم تخريجه.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل، رقم: (٢٧ - طوق).
(٣) بعده في (س): صح.