للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجبت، قيل له: وما وجبت يا رسول الله؟ قال: أثنيتم على الأولى خيرًا فوجبت لها الجنة، وأثنيتم على الثانية شرًّا فوجبت لها النار، أنتم شهداء الله في الأرض" (١).

كما أنه قال (٢): "من صلَّى عليه مائة فشَفَعُوا له شُفِّعُوا فيه" (٣).

[مَحْمُودُ الثناء ومَذْمُومُه]:

وهذا الثناء مُسْتَحَبٌّ في مواطن، مكروه في مواطن، فأمَّا الموطن الذي يُسْتَحَبُّ فيه فما بعد الموت، ولا خلاف فيه، وهو التأبين والرثاء؛ أن تَذْكُرَ خصال الرجل ومناقبه بعد موته، فإذا كان ذلك في حياته؛ فإن كان في مَغِيبِه فلا بأس به، إذا خَلَصَتْ فيه نية القائل، وسَلِمَتْ فيه عقيدة الشاهد، ولم يقصد أن يُبَلِّغَ ذلك إليه، وإذا كان ذلك في حضوره فإنه مكروه، ثبت أن النبي سمع رجلًا يُثني على رجل، فقال: "ويلك (٤)؛ قَطَعْتَ عُنُقَ صاحبك، مِرَارًا، قال: من كان منكم مادحًا أخاه لا محالة فليَقُلْ: أحسبُ فلانا، والله حسيبُه، ولا أُزَكِّي على الله أحدًا، أحسبُ كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه" (٥)، وهو "المُزَكِّي" بذلك.


(١) تقدَّم تخريجه.
(٢) في (ك): صلى الله عليه.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة : كتاب الجنائز، باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه، رقم: (٩٤٧ - عبد الباقي).
(٤) سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي بكرة : كتاب الزهد والرقائق، باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخِيفَ منه فتنة على الممدوح، رقم: (٣٠٠٠ - عبد الباقي).