للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذِكْرُ بِرِّ المُعَلِّمِ:

وكما يَلْزَمُ بِرُّ الأبوين، كذلك يَلْزَمُ بِرُّ المُعَلِّمِين على المُتَعَلِّمِين؛ بأن يُقَبِّلُوا يَدَه، ويَمْشُوا إن رَكِبَ حوله، ويُعَظِّمُوا قَدْرَه، ويُعِينُوه في شُغْلِه، ويجعلوه قِبْلَتَهم، وينظروا إليه، ويَصْمُتُوا ويُصْغُوا ويتوقَّروا، ويستأذُنه في السؤال، ولا يحفظ زلَّته، ولا يطلب (١) عثرته (٢)، ويستر (٣) عورته، وينتظر فيئته، وهم بالحقيقة آكَدُ من الأباء في المَبَرَّةِ من وجه.

ومَرَّةً قَدِمَ علينا مدينة السَّلام حاجًّا سنة تسعين وأربع مائة القاضي أبو المُطَهَّرِ سعد بن عبد الله بن أبي الرَّجَاءَ، فكان فيما حدَّثنا عن أبي نُعَيْم الحافظ أنه قال: حدَّثنا (٤) أبو علي محمد بن أحمد بن الحَسن (٥): حدَّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: حدَّثنا مِنْجَابٌ: حدَّثنا علي بن مُسْهِر عن رَزِينٍ (٦) بَيَّاعِ الرُّمَّانِ (٧) عن الشعبي قال: "أراد زيد بن ثابت أن يركب، فوضع رِجْلَه في الركاب، فأمسك له ابن عبَّاس، فقال له: تَنَحَّ يا ابن عَمِّ رسول الله، فقال: إنَّا هكذا نصنع بالعلماء والكبراء" (٨).


(١) في (د): تطلب.
(٢) في (ك): غرته.
(٣) في (د): تستر.
(٤) في (ك) و (ص) و (ب): أخبرنا.
(٥) في (د): الحُسَين.
(٦) في (ك) و (د) و (ب): زِرِّ بن.
(٧) في (ك): الزماني، وفي (د): الرماني.
(٨) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة: (٣/ ١١٥٤)، رقم: (٢٩٠٧).