للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورَدَفَتْنا صِلَتُه في حُرْمَةِ أبي حامد الغزالي وأَخِيهِ، وكان ذلك الذي فَعَلَ برَأْيِ الغزالي وأَمْرِه، ورجع إلى أصبهان وقد أنفق بَيْتَ مال، وكان من تُنَّاهَا، لا اتصالَ له بسلطان، ولا تَصَرُّفَ له معه، وخَرَجَ راكبًا مُسْتَبْشِرًا، والغلمانُ بين يديه بأطباق الدَّنانير، والخلق يتبعونه، وهي تُنْثَرُ عليهم، وهم يلتقطونها، حتى فرغت الأطباقُ، وتقطَّعت الثياب في لَقْطِها، وربما انفكت يَدٌ، وانكسر ساقٌ" (١).

جُودُ أهل بيت المقدس:

قال الإمام الحافظ: "ولقد كنَّا نخرج مع أبي بكر الفِهْرِي الصُّوفِي شَيْخِنا، فنمشي في مشاهد الأنبياء ورباطات الأصفياء؛ الأيام والأشهر، في جَمْع الطلبة، نَقِيلُ بمَنْهِل، ونبيت على منزل، في تُحَفٍ كثيرة، وخيرات معدَّدة مردَّدة، ثم نعود إلى المسجد الأقصى، ثم نخرج إذا طاب الهواء، وغرَّد المُكاء، وانتهى جريان الماء في الأغصان إلى الاستواء" (٢).

جُودُ ابن عمر البغدادي:

قال القاضي أبو بكر: "ولقد نزلنا أضيافًا على رجل من تُنَّاءِ بغداذ، وهو ابن عمر أبي حامد، فكنَّا في ضيافته من يوم دخلناها إلى يوم خروجنا عنها، مع إرسال الدنانير والثياب في أوقات، كأنه كان معنا في الحاجة إليها على ميقات" (٣).


(١) سراج المريدين: (٣/ ٣٤١ - ٣٤٤).
(٢) سراج المريدين: (٣/ ٣٤٤).
(٣) سراج المريدين: (٣/ ٣٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>