للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الزُّورِ، والكذب، والافتراء، والرجم بالغيب، والتَّأَلِّي على الله، وكل هذا الذي أسلفنا تلبَّس به الغماري فيما زعمه نقدًا ونقضًا.

الموطنُ التاسع عشر:

قال الغُماري: "من سابر كتبه وأحواله علم أن الرجل يكذب ولا بد، فقد ذكر أنه شاهَد صخرة بيت المقدس معلَّقة بين السماء والأرض؛ لا يحملها إلا قدرة الله تعالى، وهذا كَذِبٌ ظاهر لا خفاء به" (١).

قلتُ: هذا من جراءة الغماري على العلماء، ومن الافتئات على الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي - رضوانُ الله عليه -، وما كذَّبه هو الصحيح، وهو الذي حكاه العلماء، ولكن الرجل يَسْتَحِلُّ إلزاق التهم بالعلماء، تلك عادته التي عُرِفَ بها، ومن طالع كتبه رأى فيها العجب.

والردُّ على هذا البهتان يكون من وجوه:

الأوَّل: لم يقل الإمام الحافظ ما ذكره عنه الغماري.

قال الإمام الناقد : "إن مياه الأرض كلها تخرج من تحت صخرة بيت المقدس، وهي من عجائب الله في أرضه، فإنها صخرة تسعى في وسط المسجد الأقصى مثل أضرب، قد انقطعت من كل جهة، لا يمسكها إلا الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه" (٢).

ثم قال: "تمشي في حواشيها من كل جهة؛ فتراها منفصلة عن الأرض، لا يتصل بها من الأرض شيء، وبعض الجهات أبعد انفصالًا من بعض" (٣).


(١) جؤنة العطار: (٢/ ٢٨).
(٢) القبس: (٣/ ١٠٧٦).
(٣) القبس: (٣/ ١٠٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>