للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: وحتَّى لو لم يكتبها ابنُ العربي خطًّا، فما أدراه أنه لم يُصَلِّ على رسول الله لفظًا؟ هذا من الرجم بالغيب الذي يدخل الغماري في مضايقه.

الرابع: ومع الذي قلنا قبل هذا فإنَّ الإمام أحمد شُهِرَ عنه ما نسبه الغماري إلى ابن العربي، فكان يُصَلِّي على النبي نُطْقًا لا خَطًّا (١).

الخامس: ولم يقل أحد من علماء المسلمين: إن كتابة الصلاة على النبي واجبة كلما كتب الواحد اسم رسول الله أو صفته، لم يقل ذلك أحد، ومع ذلك كتب الغماري ما كتب.

السَّادس: وإنَّما قالوا: إن الصلاة على النبي واجبة مرة واحدة في العمر، هذا الذي اتَّفقوا عليه (٢).

السَّابع: قال الفقيه الحافظ عبد الحي الكتاني - في رده على الفقيه العلَّامة الزرقاني بخصوص هذه المسألة -: "ما يُدري ابن عبد الباقي أن ابن العربي صلَّى لفظًا، والاكتفاء بالصلاة لفظًا سائغ، بل هو طريقة السلف، وما التزمَ الناس غيرها إلا أخيرًا، ويمكن أن يكون حذف الصلاة من الناسخ، والكُلُّ جائز بإجماع المسلمين" (٣).

الثامن: وقوله: إن ذلك كبيرة، فَهْم سقيم منه، وقولُ رجل لا يعرف ما هي الكبائر، ومن الكبائر الحسد، وأكبرُ الكبائر رَمْيُ الناس بالباطل،


(١) الجامع للخطيب: (٢٧١/ ١)، ومعرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح: (ص ٢٩٩).
(٢) الشفا: (ص ٨٤٦)، وأحكام القرآن: (٣/ ١٥٨٤).
(٣) النور السَّاري على صحيح البخاري لعبد الحي الكتاني: (٢/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>