للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثَانيَ الفِطْرِ صائمًا لها، وكانت عليه رائحةُ بِدْعَةً وكَرَاهَهٍ (١) لمَالِكٍ، فكان يعتمدُ ذلك لذلك، وما كنتُ أراها خالصةً، وربُّك أعلمُ به.

[[من آداب الصيام]]

ومن آدابه إذا أكمل صَوْمَ الشَّهْرِ امتثالُ ما رَوَى أبو داود وغيرُه: عن النبي أنه قال: "لا يقولنَّ أحدُكم: قُمْتُ رمضان كلَّه، ولا صُمْتُ رَمَضَانَ كلَّه" (٢)، ورَكَّبَ (٣) الناسُ على هذا: "لا يقولنَّ صَلَّيْتُ"، وزاد فيه بعضهم: "إن شاء الله"، وذلك كله خَطَأٌ، إنما ينبغي له أن يجتنب قَصْدَ التَّزْكِيَةِ، فإذا قال: صَلَّيْتُ أو صُمْتُ، فقد صَدَقَ، حَسْبُه (٤) ما استطاع، ولا يقولُ: صَلَّيْتُ كما يجب، أو الصلاةَ كلَّها، ولا صُمْتُ أيضًا كما يَجِبُ، ولا رمضانَ كلَّه، لأنه قد يَغْفُلُ، أو يُقَصِّرُ، فكُرِهَ له لأجل ذلك، فأمَّا لأجل القَبُولِ فلا يدخلُ ذلك فيه.


= عنه القول بالتجسيم، توفي عام ٥٢٤ هـ، قال فيه ابن العربي: "لم أر ببغداد أنبل منه"، وقال فيه أيضًا: "هو ثقة حافظ مُقَيِّدٌ"، سمع منه ابنُ العربي "سنن أبي داود"؛ رواية اللؤلؤي، توفي عام ٥٢٤ هـ، ترجمته في: الصلة: (٢/ ١٩٧)، وتاريخ دمشق (٥٣/ ٥٩ - ٦١)، وسير النبلاء: (١٩/ ٥٧٩ - ٥٨٣)، وينظر: فهرس ابن خير: (ص ١٤٣).
(١) في (د): كراهية.
(٢) أخرجه أبو داود في السنن عن أبي بَكْرَةَ : كتاب الصوم، باب من يقول: صمت رمضان كله، رقم: (٢٤١٥ - شعيب).
(٣) في (ص): رتب.
(٤) في (د) و (ص): حسب.