وقد وقع له سقط ولا بد عند قوله: فكيف من أهل العلم فما هذا؟ وهذا الذي ساقه لا يفهم، ولا معنى له، صوابه: فكيف وأنت من أهل العلم؟ فما هذا؟
وفي مصادر تخريجه: فكيف وأنت فقيه؟
وكان الأوْلى بالغماري أن يراجع ويضبط، إلَّا أن يدعي أنه نقله من حفظه، فساعتها تسقط مكالمته، ونتوجَّه للذي يعنينا من أمورنا، ويجوز أن يقول ذلك، من يدري؟
الموطنُ الثالث عشر:
قال الغماري: قال في الاسم المهاجر وهو الثاني والعشرون: كنتُ أَتَكَلَّمُ كثيرًا بعد انْكِفَائِي عن العراق إلى الثَّغْرِ مع شيخنا أبي بكر الفِهْرِي في معنى مُقامه بتلك الأرض التي غلبت فيها المناكير على الجماهير، وتعدَّى إلى التوحيد وأصل الدين، وأُشِيرُ عليه بالخروج، ونتناظرُ في ذلك، وأحتجُّ عليه بالهجرة فيقول لي: إني لا أخاف على نفسي شيئًا، وأدفع عن قلوب المؤمنين بمُقامي هذا كثيرًا من الشُّبَهِ، وأُقِيمُ بين قَوْمٍ لهم قَبُولٌ للعِلْم، وحِرْصٌ على الطلب، ومعرفة بالنظر، فأما بلاد المغرب - وإن كانوا على طريقة واحدة - فقد استولى عليهم الجَهْلُ، وفشا فيهم التقليدُ، وزَهِدُوا في النظر، وحُجِّرَتْ أَمْلَاكُهُمْ عليهم في ذلك، سيرة أَمَوِيَّة، ونشأة تقليدية، فإن سَلِمْتُ بينهم عِشْتُ ضَاِئعًا عندهم، وجرى بيني وبينه في ذلك كلام كثير، بدأتُه في الأمالي، واستوفيتُه في كتاب ترتيب الرِّحْلَةِ للتَّرْغِيبِ في المِلَّةِ.