والنسخة تكاد تخلو من التعليقات والتطريرات والتحشيات، وفيها بعضُ ذلك بخط مغربي رديء.
وبعضُ تلك التعليقات هي في الحقيقة توقيفات؛ خصوصًا في بعض المواطن التي ينقد فيها ابنُ العربي شيخه أبا حامد.
ومن مفاريد هذه "النسخة الغافقية" أنها حفظتْ لنا كثيرًا من الأسماء التي سَقَطَ ذِكْرُها في سائر النسخ عند الترجمة أو الانتقال من اسم إلى اسم، فأفادتنا في ضبط ذلك، وإثباتِه من النسخة بدل إثباته من قِبَلِنا، وهو أمر نحبذه ونتوخَّاه في كل ما نُخْرِجُه من كُتُبٍ.
وفي تعديد الأسماء كادت أن تتفق نسختنا الغافقية مع النسخة الآصَفِيَّةِ، وقاربَا بعضهما البعض، واتَّفقَا وافترقَا، ولكن بنَوْعِ من التعاقب والتقارب، فأشبهَا أن يكونَا أُخِذَتَا من أصل واحد، من غير جَزْمٍ بذلك.
وقد ضبطتْ لنا ألفاظًا كثيرة أخلَّت بها سائر النسخ الأخرى، بل وجدنا فيها ما لم نجده في الأخريات، فظهرتْ فائدتها، وتميَّزتْ مرتبتها؛ لما حازته من خصال النفاسة والملَاحة.
[حكاية]
ومن غريب ما وقع لي مع هذه النسخة أني كنتُ كلَّمت في شأنها الأستاذ البحَّاثة سيدي عبد العزيز السَّاوْري من أجل تصويرها، وكلَّم صاحبه وصاحبنا البحَّاثة الدكتور سيِّدي مصطفى الجوهري؛ الخبير بالخطوط المغربية والأندلسية، وهو من أساتذة الجامعة بفرنسا، فلمَّا طلبها قالوا: إن هذا الرقم لا يوجد عندهم، وكذلك كان، حتى ظَنَنَّا أن الرقم الذي عندنا