للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مناقبُ أبي القاسم السُّيُورِي]:

وقد كان أبو القاسم عبد الخالق بن عبد الوارث السُّيُورِي (١) زاهدًا عالمًا، وكان مقيمًا بالقيروان مع شَحْنِهَا بالبدع، وظهور ما ظَهَرَ فيها من الفتن، ولكن كان فيها قَوْمٌ فضلاء يَأْنْسُ (٢) بهم، ويَسْكُنُ إليهم، وكان يُثَبِّتُ قلوب المؤمنين، ويَدْفَعُ في شُبَهِ المبتدعين.

[[من ضوابط الهجرة]]

وكلُّ بُقْعَةٍ اليوم مشحونةٌ بالبدع والمظالم والمناكير، ولكن هي دركات (٣)؛ فأيُّها كان أخَفَّ كانت الهجرةُ إليه أوْجَبَ، إذ عَدَمُ بعض الشرِّ خَيْرٌ، وتخفيفُ بعضه خيرٌ، ولو لَزِمَ الإنسانُ بَيْتَه في داره ولم يخرج كما فعل جماعةٌ بمصر حين دخلها المُغِيرُونَ (٤) لكان ذلك رأيًا، والأمرُ مشهورٌ، والله أعلم.


= عليها راجعًا، مُمْتَثِلًا لأمر الله، وله فيَّ حِكْمَةٌ بعد انقيادي لطاعته وطاعتها، ثم ماتت وقد وترني الأهل والولد، وانتهى كل شيء إلى ما كتب له من الحال والأمد، وليس لأحد عن قضاء الله ملتحد. اللَّهم إنَّا نعوذُ بك من دَرْكِ الشَّقَاءَ، وسوء القضاء، وجَهْدِ البلاء، وشماتة الأعداء"، وأشار الناسخ إلى ما أثبتناه.
(١) الإمام الفقيه، العلَّامة المستبحر، عبد الخالق بن عبد الوارث التميمي القَرَوِي، أبو القاسم السُّيُورى، تـ ٤٦٠ هـ، قرأ على أبي عمران الفاسى، والأَذَرِي، واعتنى بالأصلين، وكان فقيهًا نظَّارًا، ينظر في ترجمته: ترتيب المدارك: (٨/ ٦٥ - ٦٦)، ومعالم الإيمان: (٣/ ١٨١ - ١٨٤)، والعُمُر: (٢/ ١٨٧ - ١٨٨).
(٢) في (د) و (ص): أَنِسَ بهم وسَكَنَ.
(٣) في (س) و (ف): درجات.
(٤) يقصد بهم العُبَيديِّين.