للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أحاديثُ الأمانة]:

ومن أحسن أحاديث الأمانة ما روى حُذيفة قال: "حدَّثنا رسول الله حديثين، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدَّثنا أن الأمانة نزلت في جَذْرِ قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة، وحدَّثنا عن رَفْعِها فقال: ينام الرجل النومة فتُقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوَكْتِ، ثم ينام النومة فتُقبض، فيبقى أثرها مثل أثر المَجْلِ؛ كجَمْرٍ دحرجته على رِجْلِك فنَفِطَ، فتراه مُنْتَبِرًا وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة، فيقال: إنَّ في بني فلان لرجلًا أمينًا، ويقال للرجل: ما أعقله! ما أظرفه! ما أجلده! وما في قلبه مثقال حبة من خردلٍ من إيمان، ولقد أتى عليَّ زمان لا أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلمًا ليردَّنه عليَّ الإسلام، ولئن كان يهوديًا أو نصرانيًا ليردَّنه عليَّ ساعيه، فأمَّا اليوم فما كنت لأبايع إلَّا فلانًا وفلانًا" (١).

وفي الحديث الصحيح عن النبي أنه قال في خطبة (٢) يوم الوداع؛ من حديث جابر الطويل في وصف حَجَّةِ النبي ، أنَّه قال: "اتقُّوا الله في النساء، فإنَّكم أخذتموهن بأمانة (٣) الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يُوطِئْنَ فرشَكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الفتن، باب إذا بقي في حثالة من الناس، رقم: (٧٠٨٦ - طوق).
(٢) في (ص) و (ك): حجة، وضعَّفها في (د).
(٣) في (ك) و (ص) و (ب): بأمان.