للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخامس: أنَّهم حسَّنوا التبليغ إليهم.

السَّادس: أنَّهم حسَّنوا أفعالهم فلم تخرج عن حدود الأمر والنهي، لم يُقَصِّرُوا في الواجبات، ولم يُخِلُّوا بالمندوبات، ولم يبق عليهم حَقٌّ إلَّا قاموا به؛ إن كان لله فمن غير تقصير، وإن كان للخلق فمن غير تأخير.

السَّابع: أنهم استداموا فيما به استقاموا.

وعبَّر عن ذلك في "فوائد الشهيد" (١) فقال: "كان لهم توفيق بدوام، فلا جَرَمَ جُوزُوا في الآخرة بنعيم من غير انصرام".

وقد بيَّنَّا فيما تقدم من اسم "المُحْسِنِ" (٢) الذي يرجع إليه ما فيه كفاية.

[تفسيرُ ابن عباس -]:

وكان السَّلَفُ يقولون في ابن عباس: "إنه البَحْرُ الحَبْرُ"؛ لعظيم عِلْمِه بكتاب الله، وحُسْنِ تفسيره له؛ حين دعا له رسول الله في عِلْم كتاب الله، ولو كان إليه طريق صحيحة ما خَفِي علينا من القرآن شيء، ولكن امتلأت الطُّرُقُ إليه وإلى قتادة، وهما عالما القرآن سَعْدَانًا (٣) وقتادة (٤)، ففاتت من ذلك الإرادة، وعند الله العِوَضُ من ذلك وزيادة.


(١) الشهيد هو أبو سعد الزنجاني، سبق التعريف به.
(٢) في السفر الثاني.
(٣) السعدان: نبت في سهول الأرض، هن أطيب مراعي الإبل ما دام رطبًا، تاج العروس: (٨/ ٢٠٠)، والقتادة: واحدة القتاد، شجر صلب ذو شوك، تاج العروس: (٩/ ٥)، وأراد ابن العربي من ذكر السعدان وقتادة أن فيما رُوي عن ابن عباس وقتادة ما تعرف منه وتنكر، فمنه صحيح معافى طيب، ومنه ما يكون سقيمًا تالفًا، فوجب الحذر.
(٤) في (د): قتادة.