للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُفْرِدُ (١): وهو الاسمُ المُوَفِّي مِائَةً (٢)

وفي صحيح الحديث - كما ذكرناه من قبل -: "أن النبي سار مع أصحابه يومًا في طريق مكة حتى عَلَا جبلًا، فقال: هذا جُمْدَانُ، سِيرُوا، سَبَقَ المُفْرِدُونَ، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الذين أُهْتِرُوا بذِكْرِ الله، يضع الذِّكْرُ عنهم أوزارهم" (٣).

قال الإمام الحافظ (٤): هذا إن كان معهم وِزْرٌ، فإن لم يكن ذلك معهم (٥) ولا صَادَفَه عَمَلُهم الصالح وذِكْرُهم الطيِّب رُفِعَ لهم قَدْرٌ، وأُرْقِيَتْ لهم درجات حسب ما وعد الله سبحانه.

وهو مُفْعِل، مِنْ أَفْرَدَ.

المعنى: قد خرج عن الخلق باعتقاده وجوارحه ولسانه، فليس له ذِكْرٌ إلَّا ربه، وهذا ممَّا لم نسمعه إلَّا عن رَابِعَةَ رحمها الله، فإنها كانت إذا قال لها أَحَدٌ كلامًا، أو عَرَضَ لها بسؤال، قالت: "هُوَ، هُوَ، هُوَ"، في جواب


(١) سقط من (ك) و (ص) و (د).
(٢) في (ك): الثامن والتسعون، وفي (ص): الموفي تسعين، وفي (ب): التاسع والثمانون.
(٣) تقدَّم تخريجه.
(٤) في (ك): قال الإمام الحافظ ، وفي (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي ، وفي (ب): قال الإمام .
(٥) في (ك): لهم ذلك، وفي (ص) و (ب): معهم ذلك.