للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحُفالة، وذلك ما أفاده قول القاضي أبي بكر: "وهُمْ قيام ينظرون، لا يُغَيِّرُون ولا يُنْكِرُون" (١).

ليؤكد ما قال القاضي أبو بكر من قبل؛ "فضَجَّ العُداة، وضَجِرَ الوُلاة؛ حين صَفِرَ وِطَابُهم من الحرام، وابيضَّت صحائفهم من الآثام، فدَسُّوا إلى نَفَرٍ من العامَّة، فثارُوا عليَّ، وساروا إليَّ، فنُهِبَتْ دَارِي، وأُخْفِرَ ذِمَامِي وذِمَارِي" (٢).

فكأن الأمر كان مُدَبَّرًا، وكأنَّهم لما ضُيِّقَ عليهم راموا التخلص من القاضي أبي بكر، فسَيَّرُوا إليه من ذكرنا، وكلهم أمل في أن يفتكوا به، لولا لطف الله العلي القدير، وفي دَخْلَةِ هؤلاء على دار القاضي فَعَلُوا الأفاعيل؛ فأخذوا ماله، وأفسدوا كتبه، ونَقَضُوا مسجده الذي كان يصلي فيه، وكنَّى هنا ابنُ العربي عمَّا حدث له بما كان من أمر الإمام الشهيد عثمان بن عفان ، يوم دُخِلَتْ عليه الفتنة؛ فاستحلُّوا دمه واستفكوه، وهم يُخَيِّلُونَ للنَّاس أنهم أصحاب حَقٍّ جاؤوا يطلبوه.

البيانُ عمَّا في ترجمة "بيوتات فاس" لابن العربي من الكذب والاختلاق:

غير أن بعض من لا يُعْرَفُ ذَكَرَ في كتاب له أمرًا غريبًا جِدًّا، بناه على الكذب والتخييل، والتمويه والافتراء، فرأيتُ أنه من المستحسن التعرض له لنقضه ونقده، وبيان زَغَلِه وشَعْبَذَتِه، وذلك ما جاء في كتاب "بيوتات فاس


(١) سراج المريدين: (١/ ٢٧).
(٢) سراج المريدين: (١/ ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>