الكبرى"، يقول مؤلفه: "إنَّ بعض الطلبة وقف على كلامه في كتابه العواصم من القواصم في جانب أمير المؤمنين مولانا الحُسَين السِّبْطِ بن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه، وهو أن أمر اليزيد -لعنه الله - بقتله إنَّما قتله بسيف جده رسول الله ﷺ، ثم إن الفقيه المذكور نادى بالعوام، وقرأ عليهم كلام ابن العربي الذي في الكتاب المذكور، وقال لهم: ظاهر كلامه أنه استباح قَتْلَ الحُسَين وأَحَلَّ دمه، فثارت العامَّة بإشبيلية، وقالوا: يجب علينا تأديب هذا المبتدع، وقصدوه وهو في داره، فلما بلغه الخبر هرب فورًا وركب البحر إلى المغرب، وسار إلى مراكش، واشتكى إلى -كذا- أميرها بإشبيلية، فوجد الخبر قد وصله -كذا-، فأمره بالمسير إلى مدينة فاس، فسار إليها ليستوطنها، فمرض في الطريق بالحقد على أهل إشبيلية لما وصله -كذا- خبر ما فعلوه بداره، وتوفي في مرضه ذلك في اليوم الذي كان قدم فيه على فاس، فدفنوه بخارج باب الشريعة منها، ولم يدخل إليها" (١).
وفي هذا الخبر الكثير من الكذب، وهو عمدة بعض الطاعنين في الإمام أبي بكر بن العربي ﵁، ونذكر هذه المطاعن المبنية على الافتراء لتُعْلَمَ ويُتَفَطَّنَ لها:
أوَّلها: أسلوبُ هذا الرجل أقرب إلى العوام منه إلى الطلبة؛ لشيوع اللحن فيه، وهو أمر لا يصدر إلَّا من عامي أو قريب منه.
ثانيها: ما ذكره من وقوف أحد الطلبة على كلام ابن العربي في "العواصم" يفيد ما فهم منه التنقص هو قَوْلٌ باطل، فثورة السِّفْلَةِ على