للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاضي إنما كانت عام ٥٢٩ هـ، وتأليف ابن العربي لكتابه "العواصم" إنما كان عام ٥٣٦ هـ (١).

ثالثها: ما ذكره الطالب من كون ابن العربي فَرَّ إلى المغرب قول باطل ومائل، فإنما كان مهاجَر القاضي إلى قرطبة، وبقي فيها ما يقارب الأربع سنوات، ثم رجع إلى إشبيلية بعدها (٢).

رابعها: قوله: إنَّ ابن العربي سيَّره أمير المغرب إلى فاس فمات بها؛ قَوْلٌ مختلَق، من أباطيل السُّمَّارِ، ومخترعات الحسَّاد، فسَيْرُ ابن العربي إلى فاس كان بعد ثورة سِفْلَةِ إشبيلية بقريب من ثلاث عشرة سنة؛ عام ٥٤٣ هـ.

خامسها: لم يصح عن ابن العربي أنه قال: "قُتِلَ الحُسَين بسيف جده"، وإنما قال: "وما خرج إليه أحد إلا بتأويل، ولا قاتلوه إلا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل" (٣)، وهي عبارة قلقة، ما كان لابن العربي أن يقولها، ولكن ليست بذلك الذي يُشِيعون، فاستمع إليه وهو يقول: "يا أسفي على المصائب مرة، ويا أسفي على الحُسَين ألف مرة، بَوْلُه يجري على صدر النبي فلا يُغسل، ودمه يراق على البوغاء ولا يُحقن، يا لله، ويا لَلمسلمين" (٤).

ومعاذ الله أن يكون الإمام ابنُ العربي منحرفًا عن سيدنا الحُسَين رضوان الله عليه، كيف وهو قد قال فيه ما قال؟ ولكن الروافض قد أحنقهم


(١) العواصم: (ص ٣١٤).
(٢) المقدمة الدراسية للأمد الأقصى: (١/ ٢٤ - ٢٧).
(٣) العواصم: (ص ٣٣٨).
(٤) العواصم: (ص ٣٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>