للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعضها رَخْوٌ، كلٌّ بهيئة مخصوصة، وكيفية معلومة، ورُكِّبَ عليها السَّمْعُ والبَصَرُ، وجُعِلَ فيها الفِكْرُ والغَضَبُ، والقدرة والعلم، والشجاعة والجُبْنُ والحقد، والأوصاف التي يَقْصُرُ عنها العَدُّ، وذلك قوله: ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾ [المؤمنون: ١٤]، وقد بيَّناه في كتاب "أنوار الفجر"، في سِفْرٍ يَحْمِلُه فَرَسٌ، ويُضِيئُ كالقَبَسِ.

والنَّفْسُ حيث ما رَدَّدْنَاهُ نُريد به الجُمْلَةَ الآدمية بذاتها وصفاتها، وروحها ونَفْسِها، وجميع ما تشتمل عليه ظاهرًا وباطنًا.

وللآدمي ثلاثُ حالاتٍ أخبر الله عنه (١) بثلاثة أخبار:

أحدها: أن تكون المعصية شأنَه كلَّه.

الثانية: أن يكون مُطِيعًا من وَجْهٍ وفي حال، عاصيًا من وَجْهٍ وفي حال.

الثالثة: أن يكون مُطِيعًا في كل حال أو في أكثر الأحوال، بحيث يغلب خيرُه شرَّه، دُنياه وأُخراه (٢).

فالنَّفْسُ الأولى (٣): هي الأمَّارة بالسوء.

والنفس الثانية: هي اللوَّامة كما قدَّمنا (٤).

والثالثة: هي (٥) المطمئنة.


(١) في (د): عنها.
(٢) في (س): دنيا وآخرة.
(٣) في (د): الأوَّل.
(٤) في (ص) و (د): قدَّمناه.
(٥) سقطت من (س).